انضم الأستاذ ياسر سعود دهلوي إلى دار المراجعة الشرعية بصفته مؤسسًا مشاركًا ورئيسًا تنفيذيًا، ليقود الرؤية التي رسمها الأستاذ عمار شطا نحو آفاق جديدة من التطوير والنضج المؤسسي. وعلى مدار عقدين من الزمن، شكّل ياسر القوة الاستراتيجية التي بنت صرح الدار ورسّخت مكانتها كمؤسسة رائدة في عالم المراجعة والاستشارات الشرعية.

منذ انطلاقته، كان له دور محوري في تأسيس آلية الاستشارات الشرعية ووضع البنية التحتية لخدمات التدقيق الشرعي. لم يكتفِ بوضع إطار مهني لتقارير التدقيق، بل صمّم كذلك نظام الاعتماد الشرعي الذي مكّن المؤسسات المالية من إسناد مهام الالتزام الشرعي إلى الدار بثقة واعتمادية عالية.

قاد ياسر مسيرة التطوير نحو بناء شبكة عالمية من المستشارين الشرعيين — رؤية طموحة هدفت إلى تقديم آراء وتقارير شرعية أكثر سرعة وعمقًا وأثرًا، مع العمل على تأهيل الجيل القادم من المتخصصين الشرعيين، لضمان استدامة وتطور الصناعة المالية الإسلامية عالميًا.

لقد أدرك الأستاذ ياسر مبكرًا أن بناء شبكة دولية من المستشارين يمثل ميزةً تنافسية استراتيجية، ومن هنا جاءت مبادرته لتأسيس شبكة قوية تغطي 17 دولة وتضم أكثر من 40 مستشارًا شرعيًا يمثلون جميع مدارس الفقه الإسلامي ومذاهبه الأربعة، مما جعل الدار مركزاً فريدًا في تنوع الخبرة الفقهية والمهنية.

ترك ياسر بصمة استراتيجية عميقة داخل الدار وخارجها، حيث أشرف على أكثر من 200 مشروع، وأسّس لجانًا شرعية لعدد من المؤسسات المالية، ورسّخ ثقافة الخدمة الميدانية المباشرة. لقد تحوّلت الدار بفضل الله تعالى إلى شركة معترف بها دوليًا، وابتكرت نموذج ضمان التوافق الشرعي الذي تطوّر لاحقًا ليتماشى مع المعايير الدولية للضمان والتأكيد، مثل المعيار الدولي للتأكيد ISAE 3000.

ولإدارة هذه الشبكة التوسعية من المستشارين الشرعيين، احتاجت الدار إلى اسمٍ علميٍّ ومرجعيةٍ راسخةٍ ذات سمعة عالمية — فكان هذا الاسم هو الشيخ الدكتور محمد علي القري، الذي مثّل الركيزة العلمية والإشرافية لمسيرة الارتقاء بالشبكة إلى مستويات مؤسسية ومهنية غير مسبوقة.