في عام 2004، أدرك الأستاذ /عمار شطا — المؤسس والمهندس الفكري لدار المراجعة الشرعية — أن الصناعة المالية الإسلامية تقف عند مفترق طرق، فقد كان الطلب على المنتجات والاستثمارات المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في ازدياد مطّرد، ولكن لم يزامن ذلك تطور البنية التحتية للرقابة المهنية المستقلة، ومن هنا ظهرت الحاجة إلى وجود مؤسسة مهنية تتولى الحوكمة الشرعية بشكل متكامل، وبمعايير موحدة ومنهجية دقيقة.

بدافعٍ من الإيمان بضرورة التحول المؤسسي، أسس عمار شطا دار المراجعة الشرعية لتكون أول مؤسسة مهنية احترافية مستقلة في عالم المالية الإسلامية.

وفق نظرته، تبنّت الدار نموذجًا ومنهجية تدقيق فريدة خاصة بها، هدفها بناء إطار من الثقة يمكّن المؤسسات المالية الإسلامية من العمل والازدهار ضمن معايير شرعية واضحة ومؤسسية. لم تكتفِ الدار بترسيخ مفهوم “التدقيق الشرعي” كممارسة مهنية منضبطة، بل نقلت هذا المفهوم إلى مستوى مؤسسي عالمي، لتصبح أول كيان متخصص في المراجعة الشرعية الاحترافية على مستوى العالم.

وانطلاقًا من جذورها في المملكة العربية السعودية، توسعت الدار، وحصلت على ترخيص من مصرف البحرين المركزي، لتتحول إلى علامة اعتماد موثوقة ومعترف بها تتجاوز حدود المملكة ونطاقها الجغرافي. وهكذا تحوّلت الرؤية التأسيسية لعمار من فكرة إلى ممارسة مؤسسية راسخة، ممهّدة الطريق نحو نمو عالمي مستدام.

ولتحقيق هذا الطموح العالمي، عهد عمار بقيادة مسيرة الدار إلى الأستاذ ياسر سعود دهلوي، لتحقيق الامتداد المؤسسي للرؤية التي انطلقت منها.